عربة من عربات قطار متوقف.
ثلاثة اخوة مع والدهم العجوز .
العجوز مستسلم للهجوم القاسي الذي يشنه المرض عليه.
في الخارج ليل يشوبه ضوء ضعيف .. واصوات قطارات متناوبة يتصاعد منها ايقاع السفر الليلي باوقات متباعدة.
الاخوة : اعمى وابله ... والسليم ثمل.
الاعمى :هل سننتظر الى يوم القيامة؟
الابله : ( يضحك برعونة) قيامة .. قيامة .. ها ها ها .
الاعمى : لم اطلق نكتة ايها الحيوان . انا اسال بجد.
الابله: جد .. جد .. ها ها ها.
الاعمى : منذ خمس ساعات ننتظر والقطار لم يتحرك من مكانه . متى يغادر سكونه.
الثمل: كفى زعيقا ايها الاعمى . انك تخربش نشوة نومي بصوتك المزعج.
الاعمى: انزل الى ناظر المحطة واستطلع السبب.
الثمل: سيغادر عن قريب. دعنى استانف نومي.
الاعمى: (للابله) لقد ياست من اخيك هذا فانزل وعد لنا بالخبر.
الابله: خبر .. خبر .. ها ها ها.
( يسود صمت طويل يتخلله شخير الثمل وتاوهات الاب وضحك الابله)
الاعمى: هل تعطل القطار ام ان سائقه مضى الى فراش زوجته وتركنا؟
الثمل : ايها المهذار لماذا لاتقتل الانتظار بالنوم؟
الاعمى : لم اات الى هنا من اجل النوم بل من اجل السفر.
الابله: سفر .. سفر .. ها ها ها.
الاعمى : لقد طلع الفجر ولم نتحرك . انني اسمع اصواته الان.
الثمل: (ينتبه ويحدق في النافذة) فعلا .. طلع الصباح ونحن في المحطة.
( يتفرس من خلال النافذة) ماهذا؟
الاعمى: ماذا؟
الثمل : (للابله) انظر.
الابله: نظر.. نظر ..ها ها ها.
الاعمى: ايها السكير قل لي مالذي حصل؟
الثمل : المحطة خالية ايها الاعمى.
( يمضي الى باب العربة .. يحدق في الخارج .. ويطلق صوتا مليئا بالخيبة)
ماهذا؟
الاعمى: مالذي حصل؟
الثمل: (يخاطب الاب) ابي كيف انت الان ؟ (يحركه فيجده في النزع الاخير) ياللغباء . سوف نخسره الى الابد . الساعات التي تبقت لاتساعدنا في الوصول الى مستشفى المدينة . ان نبضه ماض الى التوقف.
الاعمى: قل لي مالذي حصل.
الابله: الكل سافروا الا نحن . مازلنا في محطتنا الريفية. لم نصعد القطار المقصود . لقد صعدنا قطارا لاماكنة فيه.
( يضحك الابله. يتذمر الاعمى. يبرر الثمل. ويطلق الاب زفرة ياس خافتة)
( ستار)